الأحد، 12 فبراير 2012

بتاع كله | تجــارة

مقالي في عدد مجلة كلمتنا لشهر نوفمبر

بتاع كله | تجــارة



حين كنت طفلا أخذ أبي يدربني جيدا على التعامل مع البائعين والتجار في السوق الموجود في المنطقة وكأنها معركة لا فرار منها، وما كنت اشعر به وقتها انها حرب ضروس، يجب ان أتسلح لها بتلك النصائح حتى لا أخسرها.

عندما وعيت أكثر وجدت ان هذا الوضع عالمي وفي كل مكان، فالبلد بالكامل أصبحت تتعامل معك انطلاقا من "التجارة شطارة" و "اللي تكسب به العب به" فهم يتاجرون بك وعليك، يتاجرون برغيف العيش، بدماغك بفلوسك، بعمرك، بصحتك، بمستقبلك، بحياتك.. لذا فيجب أن تعي الموقف جيدا وتتأهب للموقف، هي ليست حرب، لكنها لعبة، ولعبة لها قدر عال من القذارة... وهناك أكثر من تاجر، لكن هناك وسيط رئيسي، ففي العلاقات الانسانية دوما "ابحث عن المرأة" أما في الحالة في مصر ابحث عن "الإعلام".. فهو المحرك الأساسي للرأي العام وهو الموجه، وله قدرة كبيرة في السيطرة على عقلك، فانتبه!.

عن نفسي سأستمع لكلام أبي "فاصل يا واد متبقاش عبيط، نقي بنفسك، ما يخمكش ويحطلك حاجة معطوبة" متصدقوش لما يقولك "هو ده الموجود يا كابتن".. سأختبر البضاعة بنفسي، سأفهم لماذا تنتشر سلعة عن غيرها".. يجب أن أخرج بأفضل منتج وأكبر كمية وأفضل سعر.. هكذا علمني أبي في الصغر

فلا تدعهم يوهموك بعجلة الإنتاج التي يجب أن تستمر في الدوران، فمصر أصبحت تستورد كل شئ وأي شئ، فلا يوجد إنتاج أصلا حتى تكون هناك عجلة، إنما هي ساقية، وانت مربوط فيها، وكل فترة ترمى لك جزرة مرة "رغيف العيش، الاستقرار، السفارة، الفتنة، الاهلي والزمالك، المواصلات.. الخ" والآن "يا تقلع غماك يا طور، يا تفضل تلف"

اسأل واعرف وناقش واقرا واتعلم، لا تترك نفسك لشئ كي يتلاعب بك، لا تثق في كل الناس بعض الوقت، ولا تثق في بعض الناس كل الوقت..

العالم كله يعاني من الغش التجاري ونحن البلد الوحيد الذي يعاني من تجارة الغش... جلال عامر



هذا المقال تم نشره بمجلة كلمتنا عدد شهر نوفمبر 2011


ليست هناك تعليقات: