الأحد، 27 مارس 2011

صباح الخير


من وانا صغير بحلم بشكل شقتي اللي هعيش فيها، شقة كبيرة واسعة، مافيهاش فواصل ولا طرقات ولا إوض، هفصل الحمام بس علشان الخصوصية طبعا، عايز كل حاجة فيها واضحة، والشمس بتدخلها من أول ما بتطلع لغاية ما بتنام في المغرب.. شقة تكون في الدور الأخير من أعلى عمارة في المنطقة اللي هتكون فيها، ايا كانت المنطقة، مبهتمش بالحاجات دي قوي.

بحلم جنب حلمي بالشقة بحد يشاركني فيها، أي حد.. بابا، ماما، أخويا، حبيبتي، بس كان نفسي يبقى ليا أخت.. المهم حد معايا.. يبقى معايا بس علشان منساش الكلام، منساش المشاعر الحلوة أو الوحشة، لإن لو لوحدي فيه كلام مش هستخدمه وبالتأكيد مش هحسه زي "أعمل لي كوباية شاي معاك.. بس اظبط السكر بقى مش كل مرة يبقى دِلِع" أو "انا هنام أحسن تعبان قوي، متنساش تطفي النور".. وياسلام لما تغيب شوية وتلاقيه بيرفع سماعة التليفون يسألك "انت فين؟ ايه اللي أخرك؟ هو انت عايش لوحدك" وساعتها تقول في سرك "ياريتني كنت لوحدي علشان محدش يقعد يقول لي انت فين وبتعمل ايه؟".. كل الكلام ده وغيره هتنساه وهيختفي لو بقيت لوحدك، وهتنسى مشاعر الحب والكره والشوق، هتنسى قيمة كلمة.. "حمد الله على السلامة".

لو بقيت لوحدي مش هبقى مهتم بديكور الشقة ومش هيبقى زي منا بحلم.. أصلي علشان مش هنده على حد وأقول له "هات لي كوباية مية وانت جي".. فا بالتأكيد هحط التلاجة جنب التلفزيون وبالمرة البوتاجاز علشان محدش غيري هيقوم يعمل لي الشاي ولا يظبط لي "عشا" محصلش واشم فيه من ريحته، كنت هاحط السرير كمان جنب الكنبة اللي بقعد عليها وانا بتفرج على التلفزيون.. أصلي هبقى خايف أمشي في الشقة لغاية هناك.

كنت هحط مليون قفل على الباب وكنت هعمل جرس إنذار على الشبابيك والتليفون هيبقى جنب الغسالة اللي محطوطة على شمال التلاجة علشان ماقومش كتير، لو مكانتش حيطان الشقة كلها إزاز كنت هدهن الحيطان اللي لسة موجودة ابيض، علشان كل ما ابص عليها أحس ان لسة فيه خير.

كنت هرسم على الباب صورة واحد واقف وماسك في ايده شنطة علشان أحس ان في حد جي يسأل عليا وبيديني هدية، أصل انا بحب الهدايا قوي، وبحب كمان الزحمة، مبحبش أبقى لوحدي، علشان يبقى فيه عندي أوضة بابا وماما وأوضة أخويا ومطبخ زحمة بالكراكيب، مبحبش أنا التلفزيون يبقى جنب التلاجة ومبحبش التليفون يبقى جنبي علشان مفضلش كسلان قوي كدة، مبحبش أشرب الشاي كل مرة من إيدي لإنه هيبقى بنفس الريحة والذوق.. نفسي أقول لحد "انت ايه اللي أخرك النهاردة، واحس بغيظ وهو بيصحيني برخامة وانا معنديش شغل الصبح.. بس علشان يقول لي صباح الخير


ليست هناك تعليقات: